التفاصيل الكاملة لمساعدات أمريكا لأوكرانيا وإسرائيل
وافق مجلس النواب الأمريكي على مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وحلفاء آخرين في جلسة نادرة يوم السبت.
وتمت الموافقة بتصويت ساحق، حيث تمت الموافقة على مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا في غضون دقائق.
فالحزمة تشمل أيضًا تخصيصات لتجديد الذخائر الأمريكية ومساعدات إنسانية للمدنيين في مناطق الحرب مثل هايتي والسودان وغزة.
كما تتضمن مساعدات لإسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تايوان.
ومن الملاحظ أن الحزمة تتضمن حظرًا حتى مارس 2025 على التمويل الأمريكي المباشر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي تقدم المساعدات الرئيسية إلى غزة.
وفي إطار مشروع قانون أوكراني، من إجمالي 60.7 مليار دولار، ستخصص الولايات المتحدة حوالي 23 مليار دولار لتجديد ترسانتها العسكرية في أوكرانيا، مما يسهل عمليات النقل العسكري الأمريكية المستقبلية إلى البلاد.
كما سيُخصص مبلغ آخر يقدر بـ 14 مليار دولار لمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، والتي تتضمن شراء أنظمة أسلحة متقدمة للجيش الأوكراني مباشرة من مقاولي الدفاع الأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، يُخصص أكثر من 11 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية الأمريكية الحالية في المنطقة، وتعزيز قدرات الجيش الأوكراني والتعاون الاستخباراتي بين البلدين.
ويُخصص حوالي 8 مليارات دولار من المساعدات غير العسكرية لمساعدة الحكومة الأوكرانية في مواصلة العمليات الأساسية، بما في ذلك دفع الرواتب ومعاشات التقاعد.
كما تتضمن الحزمة العديد من الأولويات الجمهورية المدعومة بشكل أو بآخر من الديمقراطيين. وتشمل هذه المقترحات السماح للولايات المتحدة بالاستيلاء على أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لإعادة بناء أوكرانيا، وفرض عقوبات على إيران وروسيا والصين والمنظمات الإجرامية التي تتاجر بالفنتانيل، وتشريعات تلزم الشركة المالكة لتطبيق الفيديو تيك توك، ومقرها الصين، ببيع حصتها في غضون عام أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة.
وبعد مرورها من مجلس النواب، تم تجاوز العقبة الرئيسية أمام طلب التمويل الذي تقدم به جو بايدن في أكتوبر.
ومن المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ على الحزمة يوم الثلاثاء، قبل توقيعها من قبل الرئيس بايدن.
وقال الرئيس: "أطالب مجلس الشيوخ بإرسال هذه الحزمة بسرعة لمكتبي لتوقيعها وتحويلها إلى قانون، حتى نستطيع توجيه الأسلحة والمعدات بسرعة إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتها العاجلة على جبهة القتال".
وأعلن تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، أنه سيبدأ التصويت الإجرائي على الحزمة يوم الثلاثاء، معربًا عن ترقب الحلفاء الدوليين لهذه اللحظة.
وأشار زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى أهمية المهمة الملحة التي تنتظرها البلاد، مؤكدًا على دور المجلس في تاريخ صنع القرارات.
بالنسبة لأوكرانيا، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن امتنانه لكل من الأحزاب في مجلس النواب وخاصة رئيس المجلس مايك جونسون، لقرارهم الذي يدعم مصلحة البلاد ويحافظ على مسار التاريخ الصحيح.
وستظل الديمقراطية والحرية ذات أهمية عالمية دائمة، ولن تفشل أبداً ما دامت الولايات المتحدة تساهم في حمايتهما.
و مشروع قانون المساعدات الأمريكية الحيوية الذي أُقر اليوم من قبل مجلس النواب سيمنع توسّع الحرب، وسينقذ الآلاف من الأرواح، وسيعزز قوة بلادنا... شكرًا لك يا أمريكا!"
وأشار سيرجي مارشينكو، وزير المالية الأوكراني، إلى النص الذي ينص على دعم الميزانية.
على صعيد الردود من الدول الأخرى، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية يوم الأحد عن نيتها مناقشة كيفية استخدام التمويل المقدم للجزيرة مع الولايات المتحدة.
وقالت الوزارة إنها ستنسق استخدامات الميزانية المتعلقة مع الولايات المتحدة، وستعمل على تعزيز قدرات الاستعداد القتالي لضمان الأمن الوطني والسلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأعربت وزارة الدفاع عن شكرها لمجلس النواب الأمريكي على تمرير الحزمة يوم السبت، مشيرة إلى الدعم الأمريكي "القوي" لتايوان.
فيما يخص روسيا، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الموافقة على المساعدات الأمنية لأوكرانيا ستؤدي إلى مزيد من الأضرار والوفيات في الصراع هناك.
وأضاف بيسكوف أن هذا القرار سيزيد من الخراب في أوكرانيا ويؤدي إلى مقتل المزيد من الأوكرانيين، معتبرًا ذلك خطأً من جانب النظام الأوكراني.
وأشار أيضًا إلى أن البنود التي تسمح للولايات المتحدة بمصادرة الأصول الروسية ونقلها إلى أوكرانيا لتمويل إعادة الإعمار ستؤثر سلبًا على صورة الولايات المتحدة وستتخذ روسيا إجراءات انتقامية.
وعبر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عن توقعه للموافقة على المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، معتبرًا أن ذلك يعتمد على "رهاب روسيا".
وختم قائلاً: "سنظل قويين بغض النظر عن الأموال التي ستنفقها الولايات المتحدة، والتي ستؤدي إلى مزيد من الدمار في أوكرانيا، فهي مجرد استثمارات في مجمعهم الصناعي العسكري الذي لا يشبع".
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الموافقة على قانون المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان "سيؤدي إلى تعميق الأزمات في جميع أنحاء العالم".
وأضافت زاخاروفا على تطبيق تيليغرام أن المساعدة العسكرية لأوكرانيا تعتبر رعاية مباشرة للنشاط الإرهابي، وأن ذلك يشكل تدخلا في الشؤون الداخلية للصين بالنسبة لتايوان، وطريق مباشر نحو التصعيد وارتفاع غير مسبوق في التوتر بالنسبة لإسرائيل.
وعلى صعيد آخر، يمكن للبنتاغون نقل الأسلحة إلى أوكرانيا في غضون أيام بمجرد موافقة مجلس الشيوخ على حزمة المساعدات العسكرية وتوقيعها من قبل الرئيس بايدن.
ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أن الولايات المتحدة لديها شبكة من المواقع لتخزين الأسلحة في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يمكنها من تلبية احتياجات أوكرانيا بسرعة.
ومن المتوقع أن تكون بعض الأسلحة، مثل قذائف 155 ملم وبعض أنواع الدفاع الجوي، قادرة على الوصول إلى أوكرانيا "على الفور تقريباً"، وفقًا لمسؤولين عسكريين أمريكيين.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تقديم المساعدة الأمنية بالكميات اللازمة لضمان نجاح الجهود الدفاعية لأوكرانيا.
ومن الجدير بالذكر أن البنتاغون كان يمتلك إمدادات جاهزة للذهاب منذ فترة، لكنه لم ينقلها بسبب نقص التمويل، حيث استنفدت الولايات المتحدة جميع التمويلات التي قدمها الكونغرس سابقًا لدعم أوكرانيا بقيمة تزيد عن 44 مليار دولار منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.