نهاية «سنوات العسل» بين «المرأة الحديدية» في الإسكان و«الحالم بكرسي الوزارة»
ركب المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية لشئون تنمية وتطوير المدن «حصان طموحه» وانطلق به يسابق الريح نحو حلم لاح له فجأة في الأفق وراودته نفسه «ولما لا».
فجأة وجد نائب هيئة المجتمعات عيناه «تبرقان وتلمعان» على كرسي وزارة الإسكان خلفًا للدكتور مصطفى مدبولي إذا ما وصل إلى كرسي رئاسة الوزراء كالوزير السابق المهندس إبراهيم محلب الذى كانت وزارة الإسكان بوابة المرور إلى رئاسة الوزراء.
تطلع «عمارة» أزعج صانعيه في وزارة الإسكان، وبالأخص المهندسة راندة المنشاوي المشرف على قطاع مكتب الوزير والملقبة بـ«المرأة الحديدية» في الوزارة، وبدأت «سنوات العسل» تشهد نهايتها، بعد استشعار «المنشاوي» خروج عبد المطلب عمارة من تحت «عباءة القيادة» الممتدة مظلتها على جميع القيادات.
في الفترة الأخيرة استشعرت راندة المنشاوي ـ السيدة الأولى المسيطرة على مقاليد الأمور في وزارة الإسكان ـ بأن المهندس عبد المطلب عمارة، بدأ نجمه في الظهور بشكل منفرد وأن شبكة علاقاته أصبحت ممتدة وواصلة إلى مسئولين قريبين من دائرة الرئاسة وصنع القرار، وأنه لم يعد القيادي الذى يقدم فروض الولاء والطاعة إلى «صانعيه والدافعين به إلى المناصب».
القيادي انتهز فرصة مسئوليته عن تنمية وتطوير المدن الجديدة وبدأ الظهور بكثافة في مشروعات المدن الجديدة والتحرك مع المسئولين القريبين من الرئاسة واستقبال الوفود العربية في جولات بالمدن الجديدة.
اقتراب نائب تنمية وتطوير المدن من مسئولين الرئاسة أزعج «المرأة الحديدية» ودائرة نفوذها، لظهوره بشكل أكبر مع المسئولين، واصطدمت بطموحه وتطلعه الذى فاق حد تصورها، وسعيه لتشكيل لوبي وأتباع له في المدن الجديدة وخروجه من تحت عباءتها.
رعاية «المرأة الحديدية» لـ«الحالم بكرسي الوزارة»، وصلت إلى النفق المظلم، وبدأ التفكير في التخلي عنه ورفع الدعم «اللوجستي» السابق له في مشوراه نحو المناصب بعد أن تبدل وظهر أنه لا يسهل السيطرة عليه.
بدأت راندة المنشاوي تقليب أوراق الماضي في رأسها وكيف كان كل منصب تقلده عبد المطلب عمارة في مشواره الوظيفي قراره مُذيل بتوقيعها تحت توقيع كل وزير في وقتها، فهي المشرفة على قطاع مكتب الوزير لسنوات.
ولعل القرار رقم 404 لسنة 2012، الصادر بتاريخ 17/10/ 2012، واحدًا من القرارات التى كانت بداية صناعة عبد المطلب عمارة ووضعه على الطريق عندما أُسند له في وزارة الدكتور طارق وفيق وحكومة جماعة الإخوان رئاسة جهاز مدينة 6 أكتوبر وهو لا يزال على الدرجة الأولى التخصصية، وسبق هذا القرار قرار تعيينه رئيسا لجهاز الشيخ زايد عام 2006.
وتبِع القرار قرارات كثيرة من وزراء مختلفين تعاقبوا على رأس وزارة الإسكان، كل هذه القرارات كانت تنتهي بتوقيع راندة المنشاوي المشرف على شئون مكتب الوزير، علاوة على ارتباطهما معًا بمصالح خاصة جمعت بينهما في جهازي «أكتوبر والشيخ زايد».
منذ أن استطاع عبد المطلب عمارة الترقي والوصول إلى كرسي نائب شئون تنمية وتطوير المدن، وبدأ في تشكيل «لوبي» وجبهة من الأتباع من أجيال جديدة في أجهزة المدن، فأطاح بالحرس القديم من الموالين والتابعين لرئيسة قطاع مكتب الوزير في أجهزة المدن، واستبدلهم بآخرين، وبدأ بين الحين والآخر يختار أسماء جديدة لرئاسة الأجهزة من الشباب في عدد من المدن الجديدة.
حركة رؤساء الأجهزة والنواب والمعاونين التى حدثت بدأت من عند «عمارة»، اعتمدت على تغيير خريطة الموالين للقيادات في الوزارة، وتحويل الدفة له فهو من جاء بهم على رأس أجهزتهم الجديدة .
اصطدم نائب تنمية وتطوير المدن في البداية بالحرس القديم من رؤساء الأجهزة الموالين لـ«المنشاوي»، ممن كانوا أكبر منه في المناصب وبدأ يتصيد لهم الأخطاء للإطاحة بهم واستبدالهم بشباب في خطوة ظاهرها «الاستعانة بالشباب» وباطنها «صناعة الأتباع».
هذا الأمر كان شرارة الاستقلالية والتطلع والعمل بشكل منفرد بعيدًا عن وصاية سيدة القصر في وزارة الإسكان.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فاستطاع عبد المطلب عمارة التواصل ـ من خلال المشروعات الأخيرة في المدن الجديدة ـ مع قيادات متصلة مباشرة بالرئاسة ليضع نفسه في «الصورة والبرواز» ويزعج قيادات مكتب الوزير.. ومازال الصراع مستمرًا وسيشتد خلال الأيام القليلة المقبلة التى تشهد تغيير الحكومة وإعادة ترتيب الكراسي الوزارية.