«واقعة لا يعلمها مدبولي».. نائب الوزير تورط في صفقة طلمبات انفجرت عند اختبارها بعد تجاهل معايير استيرادها
للفساد صور واشكال كثيرة، أقلها الإهمال والتواطؤ، ودائمًا ما يسقط في بئر الفساد أولي الأمر وأصحاب القيادة ممن وهنت عزيمتهم أمام المغريات وخربت نفوسهم أمام الشهوات ـ أيّن كانت نوعها ـ.
«إسكان نيوز»، يكشف لكم عن واقعة هي صورة صغيرة من أصغر صور الفساد والمجاملة ومنح الأمر لمن هو غير أهل له.
اتفقت هيئة المجتمعات العمرانية مع إحدى الشركات على توريد طلمبات مياه للمشروعات التى تنفذها الهيئة فى مدنها الجديدة ومواقعها المختلفة، وتشكلت لجنة للسفر إلي «اسكتلندا وانجلترا» لمعاينة الطلمبات والتأكد من سلامتها وصلاحيتها وفق الاشتراطات المطلوبة ومعايير الجودة الموضوعة والانتهاء من الإتفاق، وبدلًا من أن تخرج لجنة فنية كاملة مشكلة من مهندسين فنيين متخصصين في فحص الطلمبات واختبارها والتأكد من سلامتها، خرج في اللجنة من هم «لا علاقة لهم بالأمر وغير متخصصين» وتم مجاملتهم من أجل «بدلات السفر، والحوافز، والفسح، وبالتأكيد التقاط الصور التذكارية».
كانت المفاجأة؛ أن على رأس اللجنة التى سافرت لاختبار الطلمبات المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية لشئون التنمية وتطوير المدن.
الشركة تحملت نفقات السفر والإقامة وهيئة المجتمعات تحملت بدلات السفر ـ وطبعًا أكرمت الشركة السادة المسافرين لمعاينة الطلمبات وإتمام الإتفاق.
قضى أعضاء اللجنة ـ المفروض متخصصين ـ وقتهم وفسحتهم وعادوا إلى مصر منتهين من كافة الإجراءات لجلب الطلمبات، دون أن يختبروا طلمباتهم في بلد المنشأ ودون أن يراجعوا الاشتراطات والمواصفات المطلوبة ودون عمل الاختبارات الكاملة، فحسب ما أكده مختصون: «أن هناك عدة اختبارات يجب اجرائها كاملة على أى معدات قبل دخولها إلى مرحلة التشغيل الفعلى».
وكانت الصدمة؛ عند اختبار الطلمبات في مصر بعد العودة ـ اختبار وليس تشغيلها في المواقع ـ انفجرت وتدخل المهندسون لاصلاحها، كل ذلك لأن اللجنة التى سافرت واختيرت لمهمات ميكانيكية وكهربائية تم اختيارها بالمجاملة وبعيدة عن التخصصات وتُرك أهل الخبرة والتخصص، فتم تغافل المعايير السلمية وتجاهل الاختبارات المطلوبة على الطلمبات والمعدات.
وبدلًا من أن يكون نائب الوزير عبد المطلب ممدوح مراقبًا وعينًا يُلزم الشركة والدولة الموردة للطلمبات بالمعايير حتى يبرر سفره دون داعي مع اللجنة ـ لا لشئ إلا للفسحة والبدل والمتعة والمجاملة من الشركة لمسئول كبير في الهيئة ـ ترك اللجنة والشركة يفعلا ما يحلوا لهما دون عمل الاختبارات اللازمة، ما تسبب في المشاكل التى ظهرت، وما قد يترتب فيما بعد من مشاكل وكوارث عندما تدخل هذه الطلمبات حيز التشغيل الفعلى فى المواقع.
ما حدث نتيجة طبيعية للفساد والمجاملة، فعندما تسافر لجنة من غير المختصين من أجل «المتعة والبدلات والفسح» ويترك الفنيين والمختصين فمن الطبيعى أن تحدث مثل هذه الكوارث التى تضر بالمال العام وتقع تحت طائلة الفساد ..فهل يعلم السيد وزير الإسكان شيئًا عن هذه الواقعة وهل يعلم أن نائبه المقرب المتجول معه في كل موقع ومشروع يبنى عليه الوزير آمالًا وتبني عليه الدوله أمالًا أكبر أنه تورط في هذا الأمر ؟!.