حبيبة درويش ..محاربة الفساد المضطهدة فى وزارة الإسكان
فى مستنقع الفساد لا تستطيع أن تعيش أسماك الزينة أو الأسماك الصغيرة، فمثل هذه البيئة لا يتكاثر فيها إلا الثعابين وزواحف السامة .
نعم ..لا يستطيع الشرفاء التأقلم والتعايش فى المناخ الفاسد، لذلك بدلًا من تطهير المناخ الفاسد يتم خنق المناخ العليل وغلق الشبابيك أمام الرياح الطيبة.
حبيبة درويش، موظفة صغيرة بجهاز التعمير التابع لوزارة الإسكان، صوتها دائمًا ما يعلو فى الحق ..ملامحها تنم عن شخصية الموظف الذى لا يعرف شيئًا غير بساطته وعمله، لم تحسب حسابًا لقوتها الضئيلة مقارنة بالحيتان والثعابين التى تربت فى بحيرة الفساد العميقة، كشفت حبيبة درويش شبكة فساد المجاملات والمحاباة فى عقود عمل أبناء الكبار فى وزارة الإسكان، وقررت عدم السكوت فكان مصيرها التنكيل والتشهير والمطاردة فى كل مكان لارغامها على غلق فمها والسكوت عن الخوض فى سيرة القيادات من أصحاب المعالى والفخامة والسمو.
ظلت تنادى ببطلان عقود 19 فردًا من أبناء قيادات وزارة الإسكان، فتم محاربتها ونقلها من الجهاز المركزى للتعمير وإحالتها إلى المحكمة التأديبية ونقلها إلى جهاز التدريب بجسر السويس واقتطاع راتبها.
https://www.youtube.com/watch?v=FEieJbsHgAki
550 جنيهًا فى الشهر ما تبق لها من جراء التنكير بها على يد قيادات نسائية فى ديوان عام وزارة الإسكان على رأسهم نفيسة هاشم رئيس قطاع الإسكان، تنفق منهم على مواصلاتها إلى عملها .. أيام وأسابيع فى اعتصامات أسفل سلم الموظفين دون أن يسمع لها مسئول فى وزارة الإسكان وينتصف لها.
اختارت حبيبة درويش عدم السكوت وطرقت كل الأبواب من شرفاء قيادات وزارة الإسكان حتى الرقابة الإدارية ولا أحد يسمع أو يرى، حتى قابلت الوزير الدكتور مصطفى مدبولى، فاستمع لها ولكن صوتها لم يصل إلى آذانه المسيطر عليها القيادات النسائية فى الوزارة.
من قسم الاستحقاقات والمعاشات بالجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الاسكان، إلى جهاز التدريب بجسر السويس وجدت الموظفة نفسها ضحية عدم السكوت عن المخالفات التى رصدتها بالمستندات وأطلعت عليها الرقابة الإدارية، لكنها كغيرها من صغار الموظفين لا يصل صوتهم إلى جهات الانصاف فى أى مكان.
فى مارس 2015 أصدر المهندس أسامة عبد الفتاح الطنطاوى نائب رئيس الجهاز المركزى للتعمير القرار رقم 61 بتاريخ 17/3/2015 ، بنقل الموظفة حبيبة درويش الشاغلة لوظيفة من الدرجة الثانية المكتبية بالجهاز المركزى للتعمير "الإدارة المركزية للمعدات الفنية والتموين" للعمل بجهاز التدريب الانتاجى على حرف التشييد والبناء برئاسة الجهاز بجسر السويس .
وقالت الموظفة : "إن القرار جاء انتقاماً منها على كشفها فساد ومخالفات فى وزارة الإسكان وفى الجهاز التابع له ".
وبعد القرار حاولت الانتحار أمام قصر الاتحادية يأسًا من الحصول على حقوقها بعد أن تجاهل صرخاتها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان الإسكان الحالى، لكن دون جدوى.