فرنسا تبدأ انتخبات الجمعية الوطنية وسط تقدم كبير لليمين المتطرف
بدأت الجمعية الوطنية بفرنسا اليوم الأحد، فتح أبواب مراكز الاقتراع للدورة الأولى من انتخابات البرلمان الفرنسي، التي دعا الرئيس إيمانويل ماكرون بعد نتائج كارثية حصل عليها حزبه الجمهوري «إلى الأمام»، في المقابل حصل حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف على أكبر مكاسب في انتخابات الأوروبية الأخيرة.
وكانت مراكز الاقتراع فتحت في عدد من الأقاليم وراء البحر، وتغلق لجان الانتخابت عند الساعة الرابعة عصرا بتوقيت جرينتش في المدن الصغيرة، وعند المدن الكبرى في الساعة السادسة مساء.
ويصدر حينها أول مؤشرات لنتائج الانتخابات بالمقاعد في الجولة الثانية الحاسمة.
وبحسب مراكز الاقتراع يحق التصويت لـ49.3 مليون شخص في هذه الانتخابات، وهناك تقدم ملحوظ لحزب التجمع الوطني على التحالف اليساري الجديد، الذي تم تأسيسه مؤخرا لخوض الانتخابات، ويحل الجمهورية إلي الأمام وهو حزب ماكرون في المركز الثالث.
ويضطر ماكرون في حال إذا فاز التجمع الوطني المؤلف من 577 عضوا، إلي تعيين مرشح اليميني المتطرف وهو جوردان بارديلا في رئاسة الوزراء، الذي يعتبر من تلاميذ مارين لوبان.
ويحصل الحزب الذي يفوز بالأغلبية في الجولة الأولى على عضوية المجلس، ولكن لايعتبر فائز في معظم الدوائر الانتخابية إلا حينما يفوز بالجولة الثانية المزمع عقدها في 7 يوليو المقبل.
وتنتهي ولاية ماكرون الثانية والأخيرة في 2027، وشهد ذلك انخفاض شعبي كبير لحزبه مما يجعل فعليته السياسية ضعيفة.
حزب اليمين المتطرف يجه نحو السلطة
كان حزب مارين لوبان المناهض للاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة منبوذاً منذ فترة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى.
وحاول زعيما الحزب، مارين لوبان وجوردان بارديلا (28 عاما)، مؤخرا جعل صورة حزبهما أكثر قبولا لدى الجمهور. على سبيل المثال، إدانة معاداة السامية. كان والدها، جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية وكان له تاريخ في الإدلاء بتصريحات معادية للسامية علنًا.
لكن المنتقدين يقولون إن مسيرة التودد اليهودية الوطنية هي مجرد واجهة لإنكار الاتهامات بالعنصرية مع الحفاظ على العداء تجاه المسلمين والأجانب.
وإذا فازت الجمعية الوطنية بأغلبية مطلقة، فقد تواجه الدبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطرابات في السباق على ماكرون. بعد الحرب، شهدت فرنسا فترة من "التعايش" مع ثلاثة رؤساء وحكومات من معسكرين سياسيين متعارضين. لكن لم يشهد أي منها أحزابًا سياسية تتنافس على إدارة البلاد بمثل هذه وجهات النظر المختلفة جذريًا حول القضايا العالمية.
وهذه المرة قد تؤدي حدة الخلافات إلى ترجيح كفة الميزان في أوروبا، نظراً لموقف حزب الوحدة الوطنية بشأن قضايا رئيسية مثل الحرب في أوكرانيا، وميزانية الاتحاد الأوروبي، وتوزيع مهام المفوضية الأوروبية.
بالنسبة لماكرون، لن يكون الأمر أفضل كثيرا إذا فازت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، التي تضم مجموعة واسعة من الأحزاب من يسار الوسط المعتدل إلى أقصى اليسار. فاليسار يشكك في الاتحاد الأوروبي، ويعارض حلف شمال الأطلسي، ويرفض الرؤية الاقتصادية لحكومة ماكرون الحالية.