بعد اكتشاف طريقة علاج مبتكرة.. هل تختفي الإنفلونزا للأبد؟
منع دخول فيروس الإنفلونزا إلى جسم الإنسان، لم يعد شيئاً مستحيلا، بفضل اكتشاف جزيئات شبيهة بالعقاقير الطبية، لها قدرة على منع حدوث طفرات في الفيروس شديد العدوى خلال المرحلة الأولى من ظهوره، مع تكوين قوة بيولوجية تمنح الجسم وقايةً من الإنفلونزا على المدى البعيد.
أهمية التصدي لفيروس الإنفلونزا
العلماء في معهد سكريبوس للأبحاث طوروا طريقة جديدة لمواجهة عدوى الانفلونزا، بعيدا عن اللقاحات التي لا تضمن الحماية من المرض بنسبة 100%، فالمعروف عن طبيعة الفيروس أنه يتكيف مع ظروف كل فصل من فصول السنة، ما يجعل التوصل إلى علاج فعال للمرض صعبا للغاية، بحسب موقع Science alert»، الذي أوضح أن تداعيات مقاومة الجهاز المناعي لنزلات البرد والإنفلونزا بشكل متكرر تكون خطيرة بالنسبة، لمن يعانون من الأمراض المزمنة، مثل: السكر والقلب أو الأطفال وكبار السن.
طريقة مختلفة للسيطرة على انتشار الفيروسات
يحتوي جسم الإنسان على إنزيم يمكن استغلاله كمثبط يشبه الدواء، إذ يستهدف نوعا من الخلايا الموجودة على سطح فيروسات الإنفلونزا، مما يجعل من المستحيل على الجراثيم البقاء في خلايا الجهاز التنفسي، لأن ذلك الإنزيم يبدأ بمهاجمتها فوراً، بحسب الدكتور إيان ويلسون، أستاذ علم الأحياء الهيكلي، الذي أوضح في حديثه لمجلة National Academy of Sciences»، أن الاكتشاف الجديد يستند على بحث سابق وجد أن جزيئًا صغيرًا يمكنه تثبيط فيروسات إنفلونزا الخنازير المعروفة باختصار H1N1»، مما فتح آفاقا جديدة أمام استخدام التركيب الكيميائي لجزيئات مشابهة في الالتصاق والارتباط التام بالفيروس، منعاً لانتشاره بالجسم.
علاج متوفر في الجسم
نتائج التجربة المعملية الحديثة أظهرت أن الجزيء المشار إليه بـ R6» كان قادرًا على الارتباط بهدفه في مزرعة الخلايا الفيروسية على نحو أفضل بـ200 مرة من الجزيء المستخدم في تثبيط إنفلونزا الخنازير، كما أنه يتمتع بقوة مضادة للفيروسات لا تلحق ضررا بالجسم.
ويستهدف الباحثون حاليا تحسين مثبط فيروس الإنفلونزا ليكون قادراً على التعامل مع كل أشكاله وتحوراته الحالية والمستقبلية، ومن المتوقع أن يتم اختباره على الفيروسات الحيوانية الأشد خطورة مثل إنفلونزا الطيور الشهيرة بمصطلح H5N1»، لما يسببه من خطورة بالغة على صحة الإنسان بسبب انتشاره بشكل سريع.
هل يمكن الحماية من الإنفلونزا في المستقبل؟
فكرة القضاء على الإنفلونزا بشكل نهائي ظلت لأعوام طويلة تواجه عقبة التعامل مع التحورات الموسمية لكل فيروس، يسبب نزلات البرد، مما زاد الأمر صعوبة، وبحسب الدكتور عبدالرحمن جلهوم أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة، تعتبر عملية تصنيع لقاح لفيروس كورونا خير دليل على تعقد المهمة أمام العلماء، لأن الفيروس الواحد يمكن أن يتحور ويعدل جيناته وخصائصه لعشرات المرات، ففي كل مرة يتوصل الطب إلى علاج معين يصبح الفيروس أكثر قدرة على التصدي له بمرور الوقت.