اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال لإقامة منفذ بحري تشعل غضب المنطقة.. مصر تقف بالمرصاد
وقعت إثيوبيا اتفاقًا مبدئيًا في أول الشهر الجاري مع أرض الصومال (صوماليلاند) ، حيث تتمتع أديس أبابا بموجبه بالوصول إلى البحر الأحمر تمهيدًا لإقامة قاعدة بحرية تجارية إثيوبية بالقرب من ميناء بربرة على مساحة 20 كيلومتر مربع لمدة 50 عامًا بحسب الاتفاق، مقابل اعتراف الحكومة الإثيوبية بـ'أرض الصومال' كدولة مستقلة، وحصول 'أرض الصومال' على حصة قدرها 20% من الخطوط الجوية الإثيوبية التي بلغت إيراداتها نحو 6.9 مليار دولار.
اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال لإقامة منفذ بحري
لكن ما المعلومات التي نعرفها عن أرض الصومال، وما فحوى مذكرة التفاهم بينها وبين إثيوبيا؟
كيف نشأت أرض الصومال؟
وكانت أرض الصومال، وهي منطقة شبه صحراوية تقع على ساحل خليج عدن، محمية بريطانية ثم حصلت على استقلالها في عام 1960 واندمجت مع الصومال، التي كانت تحتلها إيطاليا لتكونا معا جمهورية الصومال، ثم انفصلت أرض الصومال وأعلنت استقلالها عن جمهورية الصومال في عام 1991 عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق سياد بري.
وبالرغم من أن أرض الصومال غير معترف بها دوليا، فإنها تتمتع بنظام سياسي فعال ولديها مؤسسات حكومية وقوة شرطة وعملة خاصة بها.
اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال لإقامة منفذ بحري
قواعد جديدة في المنطقة
يمثل هذا الاتفاق وضع قواعد جديدة للعبة الإقليمية وإعادة هندسة المنطقة، فمن ناحية تحقق إثيوبيا طموحها القديم لحماية مصالحها الحيوية وفي نفس الوقت حماية مصالح الأطراف الإقليمية، لكن قد يؤدي إلى اشتعال في منطقة القرن الإفريقي، وردة فعل الحكومة الصومالية في مقديشيو كانت واضحة، حيث أكدت أن هذ أمر مرفوض تمامًا، وحسب جريدة الجارديان البريطانية فأن مقديشيو تسعى لحل الوضع دبلوماسيًا.
وحسب مستشار الرئيس الصومالي في كل مرة تتقدم فيها الصومال، يفتح أبي أحمد جبهة جديدة والشعب الصومالي على علم بهذه الجبهات المفتوحة، مؤكدًا أن الصوماليين يدافعون عن وطنهم.
من جانبه قال رئيس أرض الصومال موسى بيهي، أن الاتفاق مع جارته إثيوبيا يعد اتفاقًا ضمنيًا، موضحًا: طلبت أرض الصومال مرات عديدة من أثيوبيا الاعتراف بكوننا دولة مستقلة.
وفيما تتصاعد نبرة التهديد بالحرب في مقديشيو، تبقى أديس أبابا متزنة في ردوها، حيث أن دبلوماسيًا غربيا مطلع على مذكرة التفاهم قال إن إثيوبيا تصر على إنها لم تعترف بأرض الصومال.
أبي أحمد عن اتفاقية أرض الصومال: الطريق مفتوح أمامنا
من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عبر منصة إكس إن الاتفاق 'سيفتح الطريق أمام تحقيق تطلع إثيوبيا إلى تأمين وصولها إلى البحر وتنويع وصولها إلى الموانئ البحرية، وأن الاتفاق يعزز أيضا الشراكة الأمنية والاقتصادية والسياسية للطرفين الموقعين.
اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال لإقامة منفذ بحري
وذكر البيان أن مذكرة التفاهم 'التاريخية' بين إثيوبيا وأرض الصومال وقّعها في أديس أبابا كل من أبي أحمد وزعيم المنطقة الانفصالية موسى بيهي عبدي.
وتتيح المذكرة لإثيوبيا الاستحواذ على حصة غير محددة من ميناء بربرة على البحر الأحمر، بعد أشهر على قول أبي إن بلاده بحاجة إلى تعزيز حقها في الوصول إلى البحر، في تصريح أثار مخاوف في المنطقة.
مصر ترفض مذكرة التفاهم الموقعة بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال
فيما أعلنت مصر رفضها مذكرة التفاهم الموقعة بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال (صوماليلاند)، التي بموجبها تحصل أديس أبابا على منفذ بحري.
ويزر الخارجية المصري
وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، على 'ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة على كامل أراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددةً على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده'.
وحذّر البيان من 'خطورة تزايد التحركات والإجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول في المنطقة وخارجها، التي تقوض من عوامل الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وتزيد من حدة التوترات بين دولها'.
وشدّدت مصر على 'ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها... وعدم تدخل أي دولة عضو في الشؤون الداخلية لدولة أخرى'.