اسكان نيوز
الخميس 21 نوفمبر 2024 03:20 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ

سر ارتباك إسرائيل في محكمة العدل الدولية، ومحللون سياسيون: صنم الاحتلال سقط

فريق دفاع الاحتلال يتهم مصر بعدم إدخال المساعدات لغزة
فريق دفاع الاحتلال يتهم مصر بعدم إدخال المساعدات لغزة

إسرائيل في محكمة العدل الدولية، كشف عدد من المحللين السياسيين سر ارتباك الاحتلال الإسرائيلي، بعد المرافعة الهزلية لفريق إسرائيل القانوني في محكمة العدل الدولية، والارتباك الواضح الذي بدا على وجوه الفريق القانوني للدفاع عن إسرائيل أثناء عرض دفاعهم ضد دعوى جنوب إفريقيا بارتكاب الاحتلال لأعمال إبادة جماعية في غزة.

ارتباك دفاع إسرائيل في محكمة العدل الدولية


دفاع إسرائيل في محكمة العدل الدولية أصاب المجتمع الإسرائيلي بحالة من الارتباك والقلق كشفه المحللون، مؤكدين أن وضع الاحتلال في قفص الاتهام أمام العالم بتهم الإبادة الجماعية، وبدعوى من دولة جنوب إفريقيا، ذات إرث تاريخي معروف، يُعد انتصارا معنويًا وسياسيًا لفلسطين وقضيتها.


قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة عن ارتباك إسرائيل في محكمة العدل الدولية: "مزاج الصهاينة في اليوم التالي لمداولات محكمة العدل الدولية. بعد تفاؤل نسبي في البداية، يبدو أن الأمر تغيّر مع نهاية اليوم الثاني. مبعوث "يديعوت" إلى "لاهاي"، الصحفي المعروف "نداف إيال" كتب في تقريره عن اليوم الثاني يقول: "لقد قدّم الجنوب أفريقيون، أمس، لائحة اتهام أخلاقية وتاريخية ضد إسرائيل وحربها في غزة (..) تمّت صياغتها بشكل جيد من الناحية القانونية، لكن التركيز كان على المعاناة الفلسطينية".
وتابع ياسر الزعاترة قائلًا: "بعد تفصيل عن جهود مندوبي الكيان في الاتجاه المضاد، تساءل نداف إيال عما إذا كان ذلك كله سيساعد في منع إصدار المحكمة لأمر مؤقت بوقف الحرب، وأجاب إن فرص حدوث ذلك "ضئيلة"، والسبب برأيه هو أن "كل ما يتعيّن على جنوب أفريقيا أن تثبته هو احتمال حدوث إبادة جماعية".

دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتصارًا للقضية الفلسطينية


وأوضح الزعاترة أن نداف إيال ختم تقريره بالإشارة إلى التطوّر اللافت أمس ممثلا بقرار الألمان "إدخال أنفسهم في المناقشة القانونية نفسها، وعدم الاكتفاء بإعلانات المتحدث فقط"، وهو ما وصفه بـ"خطوة مهمة" ستلقي بثقل على المحكمة بشأن الأمر المؤقت الذي يمكن أن يصدر في الأسابيع المقبلة."
وقال ياسر الزعاترة: "قلنا سابقا إن مجرّد وضع الكيان في قفص الاتهام أمام العالم أجمع، بتهم الإبادة الجماعية، وبدعوى من دولة ذات إرث تاريخي معروف مثل جنوب أفريقيا؛ يُعد انتصارا معنويا وسياسيا لفلسطين وقضيتها، بصرف النظر عن التطوّرات التالية، مع يعني أن "الطوفان" يواصل ملاحقتهم دون توقف، وعلى كل صعيد."

محكمة العدل الدولية، فيتو


أما المحلل السياسي التركي د.محمد كانبكلي فقال: "إسرائيل بدأت تضغط بقوه على محكمة العدل الدولية في لاهاي " وبدأ اللوبي اليهودي المسيطر على معظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا بتحريك وسائل الإعلام العالمية بنشر الصور الدعائية، لاظهار أن كل ما حدث في غزة هو مجرد رد فعل على الهجمات التي شنتها حماس ضد الدولة اليهودية حسب تعبيرهم"

استراتيجية إسرائيل تفككت وهوت


وقال أحمد رمضان، مدير مركز لندن لاستراتيجيات الإعلام، عن موقف إسرائيل في محكمة العدل الدولية: "محكمة لاهاي.. ضربةٌ استراتيجية لإسرائيل كما تفكَّكت سرديتُها وهَوَت، وانتَكَس جيشها، وتقوَّض أمنها، واهتزَّ اقتصادها، جاءتها ضربة قاصمة من لاهاي، حين أُرغمتْ على ملأٍ من الناس أن تُسوِّغ جرائمها بضعفٍ وهوَان."

ارتباك نتنياهو، فيتو


وأضاف أحمد رمضان "خسرت إسرائيل مجالات الصراع الاستراتيجي الـ٨: السياسية، الدبلوماسية، العسكرية، الأمنية، الاقتصادية، القانونية، الإعلامية، والقوة الناعمة، ولكن الأكثر أهمية خسارة راعيها الأساس الولايات المتحدة، التي بدأت تشعر بوقعها."
وأوضح رمضان: "فعلتْ غزة ما لم تفعله معارك كبرى، وجرَّدت قوى عاتية من كبريائها، وأرغمتها على الانكشاف مجرَّدة من القيم والمبادئ، وأسقطت عنها كل المساحيق، وكلما انتكس الاحتلال تردَّى معه قرينه، الاستبداد، فهما صنوان يدعم بعضه بعضًا، وشعوب الشرق تدرك أنها في معركة ممتدة يجري فصلٌ منها الآن، وتنكشف معها قوافلُ من المرجفين والمثبِّطين، ولكن ضربات المقهورين تتوالى، وسيرتجُّ لها كل متخندق مع طاغٍ أو ظالمٍ أو مستبد، ومن ركَن إليهم أو احتمى بهم"
وقال أحمد رمضان: "في لاهاي سيُعلن انتصار غزة على الملأ مهما كانت النتائج، فمحاكمة الاحتلال بداية النهاية له، وإدانةُ جرائمه تعني إدانةَ كلَّ نظيرٍ لها من أفعالِ مستبدين صغار، والحرية شقَّت طريقها أول مرة بحضور إنساني عالمي غير مسبوق.. فاستبشروا"

محامي دفاع إسرائيل يتلعثم أمام محكمة العدل الدولية


أما ياسر شوقي فقال: "محامي دفاع إسرائيل يتلعثم خلال مرافعته أمام قضاة محكمة العدل الدولية.. وقاضٍ ينام خلال جلسة الاستماع التي تعرض فيها إسرائيل دفاعها عن نفسها في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدها بشأن جرائمها في غزة"

فريق الدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فيتو


والناشط الفلسطيني أدهم أبو سليمة قال عن ارتباك فريق الدفاع الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية: " معقول حماس هي من فعلت ذلك؟! أم أنها حقًا لعنة العقد الثامن؟! أم دماء الأبرياء التي تحاولون تثبيت حق الكيان في قتلها؟! أحد المرافعين عن كيان الاحتلال في محكمة العدل الدولية.. وأثناء قراءته اكتشف أن ترتيب الأوراق قد تغير فقال "أحدهم غير ترتيب أوراقي" وشخص آخر من فريقهم نسي أوراقه أصلا حالة الارتباك لديهم واضحة جدا.."
وقال أدهم أبو سليمة: "في السابع من أكتوبر انهارت اسرائيل عسكريًا واستخباراتيًا، واليوم في الحادي عشر من يناير انهارت قانونيًا وأخلاقيًا.. أيًا كانت نتيجة محكمة العدل الدولية فإن النتيجة الأهم أن صنم اسرائيل سقط اليوم، لقد راقب العالم على مدار ساعات سردًا قانونيًا تفصيليًا لجرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني كما لم يحدث من قبل."
وأضاف أبو سليمة قائلًا: "لقد تابعنا الأداء القانوني غير المسبوق للفريق القانوني لجنوب أفريقيا لقد امتزج الألم بالأمل، ألم أن تأتي الخطوة من أشقائنا في الإنسانية بينما يشارك بعض أشقائنا في العروبة والدين في هذه الجريمة ضدنا، ومن هم أحسن حالًا منهم يصمتون صمت القبور.. والأمل بأن العدالة ممكن أن تتحقق لتُنصف ولو قليلًا عشرات الآلاف من الضحايا في فلسطين.."