صداقة وعشرة و«تلقيمة شاي».. ذكريات 50 عاما بين جدتين على باب لجنة البساتين
تجلسان بجوار بعضهما البعض كما اعتادتا منذ 50 عامًا، تمسك كل واحدة منهما يد الأخرى، التي لم تفلتها منذ طفولتهما، تتمايل إحداهما على الأخرى وتتبادلان الضحكات، بعدما أنهيا للتو إدلائهما بصوتهما في الانتخابات الرئاسية 2024، بمقر لجنتهما الانتخابية الشهيد أحمد بدوي في منطقة البساتين بالقاهرة.
حكاية صداقة عمرها 50 عاما أمام لجنة الانتخابات
فتحية» و عطيات» صديقتان منذ الطفولة، جمعتهما تختة» واحدة في المرحلة الابتدائية، وبعد الزواج جمعهما نفس الشارع مع اختلاف البيوت، ومرت الاثنتان بمواقف عدة أسست لصداقة متينة بينهما، فعلاقة السيدتين ببعضهما تَحمل عشرات المواقف الإنسانية التي تحكيها كل منهما بلسان الأخرى: عطيات دي معايا من وأنا قد كده (في إشارة إلى صِغر أعمارهما)، وأهو بقينا جدات ومعانا ولاد وأحفاد ولسه صحاب لحد دلوقتي، كنا بنقسم الساندوتشات سوا ونلعب في حوش المدرسة، وياما ذاكرت لي ووقفت جنبي».
ذكريات وعطيات أمام لجنة الانتخابات
فتحية السيد وعطيات فرغلي، تبلغان من العمر 64 عامًا، الأولى لديها من الأبناء ثلاثة، أما عطيات» فلديها أربعة أبناء، جلستا سويًا أمام اللجنة الانتخابية، بعدما تربت أحدهما على كتف صديقتها وجارتها وهي تُعطيها كوبًا من الشاي لم تسألها عن تلقيمته»، بل كانت تعلم تمامًا أنّها تشرب الشاي ثقيلًا سكر مضبوط»: إحنا الاتنين ساكنين في نفس الشارع، وولادنا وأحفادنا صحاب، وأنا وهي الزيارات بينا مبتتقطعش، كل يوم واحدة مننا في بيت التانية».
ضحكات متبادلة، وأحاديث لم تنتهِ للصديقتان أسفل أحد الأشجار بمقر اللجنة الانتخابية، اللتان تتظلان بها من أشعة الشمس، تحكي عطيات» التي عادت بذاكرتها إلى الوراء: زمان كنا بنقعد نفس القعدة ديه في المدرسة، بس هي كانت أشطر مني في الحساب، عشان كده بروحلها دلوقتي، كل ما أنزل السوق عشان تشوفلي الميزانية».
لم تكف السيدة الستينية، الحديث عن صديقتها التي وصفتها بأنّها عِشرة العمر»، ولا تنسى مواقفها التي لا تزال خالدة في ذهنها، رغم تجاوزها حاجز الـ60، تقول فتحية: عطيات أكتر واحدة وقفت جنبي في تعبي، وكانت بتاخد بالها من عيالي، كأنهم ولادها بالظبط، ربنا يخليها ليا، هي دي اللي طلعت بيها في حياتي».