العالم السرى لعائلة «شتا» وتاريخ استيلائها على أراضي الدولة
عرفوا طريق الثراء عبر المرور من بوابات أراضي الدولة ـ المال السايب ـ هذه البوابات لا يعرف المرور من داخلها إلا رجال الأعمال الذين دخلوها «باسم الاستثمار وإقامة مشروعات للمواطنين تساهم في بناء الدولة».
عائلة «خالد شتا»، واحدة من العائلات التى ظهرت فى عالم البيزنس العقاري فى ظل نظام «مبارك الفاسد»، الذى منح الناهبين صلاحيات كبيرة في الاستيلاء على أراضي الدولة تحت مسمى «الاستثمار والبناء وإقامة المشروعات»، كان لقرب هذه النماذج من دوائر صنع القرار، تأشيرة حماية لهم وتشكيل مراكز قوى استولوا من خلالها على خيرات البلاد وثرواتها، وبعد قيام ثورة 25 يناير 2011 ظن الشعب «المنهوب ثرواته» أن رجال الأعمال الفاسدين سيتم محاسبتهم واستعادة الأموال المنهوبة منهم، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك، حيث ظل الفاسدين يتنعمون بما استولوا عليه من أموال وأراض، بل إنهم تحدوا الشعب واستمروا فى عمليات النصب والسيطرة على مقدرات الوطن وخيراته بطرق ملتوية ومشبوهة، أباحوا لأنفسهم أموالا ليس لهم الحق فيها.
وماذا عن عائلة "شتا"؟.. فهذه العائلة التى تضخمت ثرواتها فى ظل نظام ظالم ثار عليه الشعب المصرى، حيث أن قربهم من المسئولين منحهم صلاحيات كثيرة استطاعوا من خلالها جنى المليارات من ثروات الوطن وشعبه المطحون، وتعامل معه كأنها «وسية» يقوم بتوزيع خيراتها على المقربين والمحاسيب وليس من حق الشعب الاعتراض على منح الطغاة أراض وأموال بالأمر المباشر تحت غطاء مشروعات وهمية لا تمت للواقع بصلة، وجمع المليارات من خلال صفقات مشبوهة.
تمتلك عائلة "شتا" الكثير من الشركات التى حصلوا عليها بمباركة من نظام "مبارك"، منها القابضة الدولية للإستثمارات المالية (IGI) وهى واحدة من الشركات التى تضم العديد من أسماء الكبار الذين ثار ضدهم الشعب بعد خلع "مبارك" ونظامه، إلا إنهم حتى الآن مازالوا يرتعون فى الساحة دون رادع.
يترأس عمل مجموعة (IGI) رجل الأعمال محمد عبد المحسن شتا وينوب عنه فى رئاسته للمجموعة ابنيه هشام وخالد شتا وينضم إليهم كل من هلال شتا كمستشار لرئيس مجلس إدارة المجموعة وعمرو شتا العضو المنتدب لشركة أنكوم للبترول وإيهاب لهيطة العضو المنتدب لشركة بارفيكو للتصدير، محمد نور العضو المنتدب لشركة بارادايس التخصصية، أحمد عادل العضو المنتدب لشركة أى جى أى العقارية، وهمام الشريف العضو المنتدب لشركة بارادايس بارك، ناجى مختار كعضو منتدب للشركه القابضة، وعبد الفتاح مدبولى العضو المنتدب للشركة الزراعية.
وبالرغم أن الدولة تعلن مرارا وتكرارا أنها تتصدى للفساد والمحتكرين إلا أن عائلة "شتا" تعلن تحديها للقانون، واستباحت لنفسها أموال المواطنين فى مشروع إسكان "أشجار سيتى" الذى حصلت من خلاله على 500 فدان من وزارة الإسكان لإقامة مجتمع سكنى فى مدينة السادس من أكتوبر، إلا أن المواطنين وجدوا "ملاوعة" من قبل الشركة المنفذة، ولم يتسلموا شققهم بالرغم من مرور خمس سنوات من الحجز، وقيامهم بدفع الأقساط المستحقة عليهم، وهو ما دفع الكثيرين منهم لتقديم العديد من البلاغات ضد الشركة، وتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة باسترداد أموالهم التى دفعوها، وهو الأمر الذى لم يجد صدى عند المسئولين.
"إسكان نيوز"، يواصل فتح الملف السرى لعائلة "شتا" التى ساندها نظام "مبارك" الفاسد.