عاصم الجزار..منافس وزير الإسكان على كرسى الوزارة
الدكتورعاصم عبد الحميد الجزار، رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، مدرس بقسم التصميم العمراني، كلية التخطيط الاقليمى والعمرانى جامعة القاهرة، زميل دراسة للدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، ورفيقه فى شغل المناصب القيادية.
يعرف كل منهما قدرات الآخر جيدًا، وقت أن كان وزير الإسكان مصطفى مدبولى يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، كان «الجزار» يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، وفى 4/11/2012، أصدر الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق، قرارًا بندب الدكتور عاصم الجزار، للعمل رئيسا لمجلس إدارة هيئة التخطيط العمراني، خلفا للدكتور مصطفى مدبولي، الذي اختير مديرًا للمكتب الإقليمى للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات» بعد منافسة مع عدد كبير من المتقدمين من الجنسيات المختلفة.
ينافس «الجزار» وزير الإسكان «مدبولى» على شغل منصب وزارة الإسكان فى المرحلة المقبلة، ويتوقع له البعض أن يكون الوزير المرتقب لوزارة الإسكان المرحلة المقبلة فى حال تشكلت وزارة جديدة فى حكومة جديدة.
ولأن الدكتور عاصم الجزار، يعرف امكانيات صديقه وزميله وزير الإسكان فإنه يرى أن امكانياته لا تؤهلة لقيادة وزارة الإسكان، وأنه ابتعد كثيرًا وتسبب فى غياب دور هيئة التخطيط العمرانى منذ أن كان يشغل رئاسة مجلس إدارتها وبعد أن تولى وزارة الإسكان، لدرجة جعلت الهيئة المسئولة عن تخطيط مشروعات الدولة لم تقدم شيئا يذكر فى المرحلة الحالية.
يردد «الجزار» للمقربين منه : «أن الوزير أهمل الدور العلمى والتخطيطى لهيئة التخطيط العمرانى وبدأ يلعب سياسة حسب اتجاهات الدولة، ما تسبب فى غياب دور الهيئة والوزارة وانحرافهما عن خط بناء الدولة».
المقربون من رئيس هيئة التخطيط، يصفون الحالة بين «الجزار» و«مدبولى»ـ صديقا الدراسة ـ بالطالب الذكى الذى يمتلك قدرات عالية ويأتى دائمًا فى المرتبة الثانية بعد طالب أقل ذكاءًا ومهارة ويحصل دائمًا على الفرص الكبرى والمناصب، لأنه يحظى بالدعم من مسئولين يرون فيه ميزة يجب توافرها فى كل مسئول .
ويؤكد المقربون من دائرة «غرفة هيئة التخطيط العمرانى»، أن «مدبولى» يتميز بصفة هامة لا تتوافر فى «الجزار»، وهى أنه «مطيع» للأوامر ويسهل التحكم به من القيادات وتوجيهه حسب الرؤية والمطلوب.
الأيام الأخيرة شهدت حالة من عدم رضا الدكتور عاصم الجزار على مسار الوزارة وهيئة التخطيط، وبدأ يهمس للمقربين منه أن الوزير أضعف هيئات كثيرة تابعة للوزارة وجعل أدوراها تتقلص، وهو نفس الأمر الذى كان يأخذ عليه «مدبولى» ودوره فى هيئة التخطيط العمرانى، جهاز الدولة المسئول عن رسم السياسة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية المستدامة، وإعداد مخططات وبرامج التنمية على المستوى القومى والإقليمى والمحافظة، ومراجعة وإقرار المخططات العمرانية علي المستوى المحلى فى إطار الأهداف والسياسات القومية والإقليمية.
المراقب لدور هيئة التخطيط العمرانى فى الوقت الحالى، يرى أن دورها دون المستوى بالنسبة للمشروعات العملاقة والدور التخطيطى مسئولية الهيئة، لدرجة جعلت الدكتور باهى الشعراوى، عضو المكتب الفنى لوزير الإسكان، يعرض فى فاعليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمستوطنات البشرية «الهابيتات» فى الإكوادور الخطة الاستراتيجية للتنمية الشاملة ومخرجاتها التى اشتملت على المشروعات القومية الكبرى، كان من بين هذه المشروعات التى عرضتها الوزارة فى المؤتمر مشروع «استصلاح المليون ونصف المليون فدان»، وهو مشروع تابع لوزارة الزراعة ودور الإسكان فيه متوقف على فتح باب حجز أراضى المشروع عبر فروع بنك التعمير والإسكان .
أثناء الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، تردد أنه لم يأخذ رأى هيئة التخطيط العمرانى، وأن القرار كان من وزير الإسكان فقط، إلا أن «الجزار» دافع عن فكرة خروج المشروع من هيئة التخطيط العمرانى، مؤكدًا أنه كان أحد المشروعات التي خططت لها هيئة التخطيط العمراني، وقامت بدورها فى التخطيط الكامل لمشروع ومشروعات أخرى.