تكريم متهمة سابقة تحفظت النيابة على أموالها من قبل في جوائز «المجتمعات العمرانية» للتميز والإبداع
«جميل» جدًا أن ترسخ مؤسسات الدولة المختلفة لسياسة الحوافز وتشجيع الموظفين على التميز والإبداع والإنتاج لدفع قاطرة التنمية نحو الأمام ولبث روح التفاني والعمل بين الموظفين للاستمرار في مسيرة العطاء.. لكن «القبيح» عندما توزع الجوائز والألقاب ـ حتى المعنوية ـ على أشخاص لا يستحقونها وليس أهلًا لها، أو توزع بالمجاملة واغفال دور الكفاءات.
في المسابقة السنوية للتميز والإبداع في الأداء المؤسسي لعام 2017 الذى أقامته هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تحت عنوان "معاً نبدع من أجل مصر"، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كرمت الهيئة المهندسة رجاء فؤاد، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التخطيط والمشروعات، عن فئة القيادي المتميز، في حفل نظمته الإدارة العامة للإشراف على الجودة بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وحضره قيادات هيئة المجتمعات العمرانية ورؤساء أجهزة المدن الجديدة والمكرمين من أبناء هذه الجهات.
القيادية المكرمة في الحفل السنوي عن فئة «القيادي المتميز» سبق إتهامها في قضية شركة «سوريل» للاستثمار العقارى، إحدى شركات مجموعة سوديك، التى يرأس مجلس إدارتها هانى سرى الدين، في قضية الأرض التى حصلت عليها الشركة، والتى تبلغ مساحتها 204 أفدنة بمنطقة التجمع الخامس وصلت قيمتها السوقية وقتها 3 مليارات جنيه وكانت المهندسة رجاء فؤاد وقتها مساعدًا لنائب رئيس الهيئة للتخطيط والمشروعات، وقررت النيابة بعد تفجير قضية تسهيل الاستيلاء على الأرض بالتحفظ على أموالها ومنعها من السفر لإتهامها وآخرين بتسهيل استيلاء الشركة على أموال الهيئة في الوقت الذي كان فيه المهندس طارق وفيق وزيرًا للإسكان في فترة وجود حكومة الإخوان في الحكم.
حتى استطاع المهندس إبراهيم محلب في تسوية أوراق القضية وحماية المتورطين ونجاح هيئة الرقابة الإدارية فى استرداد مبلغ 900 مليون جنيه لصالح الخزانة العامة للدولة، بعد قيام شركة السادس من أكتوبر للتنمية والمشروعات العقارية «سوريل» بالتنازل عن كافة الاستثناءات غير القانونية السابق حصولها عليها نتيجة إعادة تخصيص مساحة 204 أفدنة لها بالقاهرة الجديدة بسعر 200 جنيه للمتر، فى الوقت الذى كان يبلغ السعر السوقى فيه طبقا للمزايدة 2000 جنيه للمتر، الأمر الذى أضر بأموال هيئة المجتمعات العمرانية.
رجاء فؤاد نائب رئيس هيئة المجتنعات العمرانية للتخطيط والمشروعات كانت في وقت كشف القضية مساعدًا لنائب رئيس القطاع ورئيس لجنة التسعير ـ حسب المستندات التى بحوزت إسكان نيوز ـ وسمحت ببيع سعر المتر بـ200 جنيه في وقت كانت قيمته السوقية 2000 جنيه وبناءًا عليه
ووجهت نيابة الأموال العامة لها وللمتهمين فى القضية رقم 500 لسنة 2013 جنايات تهم التربح للغير دون وجه حق والاشتراك فيه بالإضرر العمدى للمال العام بموجب نصوص مواد قانون العقوبات «40 ثانيا وثالثا، و115،116 مكرر».
وكانت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار أحمد ماجد فؤاد قد أيدت التحفظ على أموال وممتلكات كل من طارق وفيق وزير الإسكان الأسبق، و3 مسئولين آخرين بهيئة المجتمعات العمرانية، وجهاز مدينة القاهرة الجديدة هم: أمين عبدالمنعم، نائب رئيس الهيئة لقطاع تنمية وتطوير المدن الأسبق، ورجاء فؤاد عبدالمجيد، مساعد نائب رئيس الهيئة للتخطيط للمشروعات ـ نائب رئيس القطاع الحالي ـ، لاستغلالهم وظائفهم في عملية تسهيل استيلاء شركة على قطعة الأرض مما تسبب في إهدار لأموال الهيئة بمبلغ 3 مليارات جنيه.
وبدلًا من أن ينظر المسئولين عن مسابقة التميز والإبداع إلى صغار المهندسين من أصحاب الأفكار والكفاءات والقدرات على العطاء اتجهوا إلى مجاملة بعضهم البعض ـ حسب تأكيدات العديد من الموظفين ـ واختيار أسماء طالتها اتهامات سابقة وإن كان تم تسوية الموقف بعدها .
المهندسة رجاء فؤاد، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التخطيط والمشروعات، المكرمة عن فئة القيادي المتميز ـ ربما القيادي المتميز في إهدار الأموال والهروب من المسئولية القانونية ـ قالت عن تكريمها: إنها تشعر بالسعادة عن هذا التكريم، وأن النجاح لا يأتي بمجهود شخصي، وإنما هو نتاج عمل جماعي وحب وانتماء للمكان الذي تعمل فيه، وربما من سمع هذه الكلام قال في سره : «لو كل انتماء لمكان هيتسبب في إهدار كام مليار يغور الانتماء الذي لا يعاقب عليه القانون».